رحلة عبر التاريخ: من وضع حجر الأساس للسنة الهجرية؟

يُعدّ التقويم الهجري رمزًا هامًا للتاريخ الإسلامي، حيثُ يبدأ به المسلمون عدّ أيامهم وشهورهم وسنواتهم.
ولكن من هو صاحب فكرة هذا التقويم؟ومن وضع حجر الأساس لبنائه؟
في هذا المقال، سنأخذكم في رحلة عبر التاريخ للكشف عن هوية من يُنسب إليه اختراع السنة الهجرية.
لا يُمكننا الجزم بشخصٍ واحدٍ اخترع السنة الهجرية، فقد كانت نتاجًا لفترةٍ تاريخيةٍ هامةٍ مرّ بها المسلمون في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب.
فما هي الظروف التي أدت إلى ظهور هذا التقويم؟

• هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم: كانت الهجرة النبوية الشريفة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة بمثابة نقطة تحولٍ تاريخيةٍ في حياة المسلمين. فقد شكّلت هذه الهجرة بدايةً لدولةٍ إسلاميةٍ جديدة، وكان لابدّ من وجود نظامٍ زمنيٍ جديدٍ لتوحيد أمور المسلمين.
  
• الحاجة إلى نظامٍ زمنيٍ موحد: مع اتساع رقعة الدولة الإسلامية، ازدادت الحاجة إلى نظامٍ زمنيٍ موحدٍ لتسهيل التعاملات التجارية والإدارية بين المسلمين. فكان التقويم الميلادي متبعًا في بعض المناطق، بينما اتّبع البعض الآخر التقويم القبطي أو الفارسي.
  
• مبادرة الخليفة عمر بن الخطاب: أدرك الخليفة عمر بن الخطاب أهمية وجود نظامٍ زمنيٍ موحدٍ للمسلمين، فجمع الصحابة الكرام لمناقشة الأمر.
  

وقد اقترح البعض:

• التاريخ من مبعث النبي صلى الله عليه وسلم: لكن تمّ رفض هذا الاقتراح لأنّ تحديد تاريخ المبعث بدقةٍ كان صعبًا.
  
• التاريخ من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم: ولكن تمّ رفض هذا الاقتراح أيضًا لأنّ ذلك قد يُشجع على التكاسل والخمول بين المسلمين.
  
• التاريخ من الهجرة النبوية: وقد نال هذا الاقتراح قبول الجميع، فأُقرّ عام الهجرة النبوية كأول عامٍ في التقويم الهجري.
  

وبذلك، وُضع حجر الأساس للسنة الهجرية، ليكون رمزًا هامًا للتاريخ الإسلامي وإنجازًا عظيمًا للمسلمين.
ختامًا، لا يمكننا حصر اختراع السنة الهجرية بشخصٍ واحدٍ، بل كانت نتاجًا لفترةٍ تاريخيةٍ هامةٍ وجهدٍ جماعيٍ من قبل كبار الصحابة بقيادة الخليفة عمر بن الخطاب.
مع تمنياتنا لكم بدوام المعرفة والفائدة!