هل يحرم الزوج على زوجته حين يتم الرضاع منها؟

بين الفقه الإسلامي والواقع:
من الشائع بين بعض المسلمين طرح تساؤلات حول مدى تأثير رضاعة الزوج من زوجته على العلاقة الزوجية، ومن ضمنها هل يحرم الزوج على زوجته بعد الرضاع؟
الجواب:
لا يحرم الزوج على زوجته بعد رضاعه منها،
فلا يوجد أي دليل شرعي من القرآن الكريم أو السنة النبوية يُثبت تحريم الزوج على زوجته بعد الرضاع.
بل على العكس، فقد ورد عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ما يدل على جواز ذلك،
فقد روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قولها: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرتضع من ثديي وهو صائم".
أسباب تحريم الرضاع في الإسلام:
يُحرم الرضاع في الإسلام في حالات محددة،
لا علاقة لها برضاعة الزوج من زوجته:

• الرضاع الخمس رضعات فأكثر: إذا أرضعت امرأة طفلاً خمس رضعات فأكثر حال كونها في سنّ الإنجاب، فإنّ ذلك يُحرم عليها وعلى من أرضعته وأخوته من الرضاع.
  
• الرضاع من زنا: يُحرم على الزاني والزانية وأخوتهما من الرضاع من بعضهم البعض.
  
• الرضاع المُحرّم: يُحرم رضاع الكبير، ورضاع المرأة من غير زوجها، وغيرها من الحالات التي نصّ عليها الشرع.
  

الرضاع بين الزوجين:
يُعدّ رضاع الزوج من زوجته ممارسة مُباحة شرعًا،
ولا يُؤثّر على صحة العلاقة الزوجية أو استمرارها.
بل قد يُعزّز من مشاعر الحبّ والودّ بين الزوجين،
كما قد يُفيد صحة الزوج من الناحية الفسيولوجية والنفسية،
كما ذكرنا في مقالات سابقة.
خاتمة:
من المهم التأكيد على أنّ الأحكام الشرعية يجب أن تُستقى من مصادرها الصحيحة،
مع مراعاة سياقها وظروفها.
ولذا، فإنّ القول بتحريم الزوج على زوجته بعد رضاعه منها قولٌ لا أساس له من الصحة في الشريعة الإسلامية.